مفهوم الوطن في الاسلام

في هذا المحور مسألتان، هما: مفهوم الوطن وحب الوطن وأهميته.
المسألة الأولي: مفهوم الوطن:
لم يرد لف الوطن في القران الكريم وفي السنة النبوية المطهرة، وإنما وردت فيهما ألفاظ: الأرض، الدار، الديار، البلد، البلاد في مئات من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة باعتبار هذه الألفاظ مقترنة بالدين وبالقائمين علي أمر الدين، فمن ذلك قوله سبحانه وتعالي: "لا ينهاكم الله عن الذين يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون".
وأري أن مفهوم الوطن ليس بعيداً في الدلالة عن الأرض والدار والديار والبلد والبلاد، بل أري أن المفهوم الإسلامي للوطن أوسع منه لدي مفهوم الغرب للوطن. لأن مفهوم الوطن لدي الغرب قد انطلق من الثورات القومية ومن الجنسيات الأوروبية المختلفة التي راحت تنادي بضرورة استقلالها عن غيرها من القوميات لأسباب عرقية أو جغرافية أو لغوية أو سواها. بدأت تتحدد ملامح الوطن في الغرب من خلال تلك الصراعات الدموية الأوروبية التي انتهت بقيام دول مستقلة ذات سيادة ترفع كل دولة منها علماً متميزاً لها كما تتخذ وطنياً خاصاً لهم أيضاً.
في حين أن الوطن في المفهوم الإسلامي هو الأرض التي يسكن عليها المسلمون وتخضع لنام حكمهم دون النظر إلي الاعتبارات والفوارق الجنسية أو العرقية أو القومية أو العنصرية أو الدينية، وأن الوطن الإسلامي يمتد كلما وصل إليه السلطان (الحاكم) المسلم، سواء اسلم المواطنون أو لم يسلموا أي أن الحدود الجغرافية في الوطن الإسلامي ليست ثابتة جامدة بل هي متحركة إلي الأوسع والأعمق.
المسألة الثانية: حب الوطن وأهميته:
هناك مجموعة من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريعة يفهم منها أهمية الوطن وحب الإنسان له بعامة، ولدي المسلم بخاصة:
1. يقول سبحانه وتعالي: "لو أنا كتبنا عليهم أن أقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلاً منهم". فالله عز وجل قرن صعوبة الخروج من الديار بقتل النفس لبيان أن الإبعاد والإخراج من البلاد مواز لجريمة قتل النفس (الانتحار)، والانتحار كما هو معلوم من الكبائر.
2. قرر القران الكريم بأن إخراج الناس من ديارهم هو فتنة، والفتنة أشد وأكبر من القتل فيقول عز وجل: "وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أشد من القتل".
3. أشار القران الكريم في موضع ثالث إلي أن الخروج من الديار يعد مقابل الثبات علي العقيدة والدين، أي هناك ربط بين الإبعاد من البلاد وبين الكفر لقوله سبحانه وتعالي: "وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا".
4. هذا وان الإبعاد من ا لبلاد لمبرر شرعي للقتال بهدف استرجاع الحقوق والدفاع عن النفس والعودة إلي الديار فيقول عز وجل علي لسان بني إسرائيل: "وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا

".


أرجو أن ينال اعجابكم....
مع تحياتي: وميض القلم.

دمتم بود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،